تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لجنة اعمار الخليل تنفذ ورشة عمل بعنوان معاناة البلدة القديمة وسكانها في ظل الظروف الراهنة

لجنة اعمار الخليل تنفذ ورشة عمل بعنوان

"معاناة البلدة القديمة وسكانها في ظل الظروف الراهنة"

في ظل الظروف الراهنة وتداعياتها على البلدة القديمة من مدينة الخليل واقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض من الإجراءات التعسفية بحق سكان البلدة القديمة، فقد نظمت لجنة اعمار الخليل ورشة عمل بعنوان "معاناة البلدة القديمة وسكانها في ظل الظروف الراهنة" بحضور مدير عام لجنة اعمار الخليل الأستاذ عماد حمدان ورئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل الأستاذ عبده ادريس ومدير مديرية اوقاف الخليل الأستاذ نضال الجعبري والدكتور حجازي أبو ميزر من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والأستاذ خالد النجار نائب مدير التربية والتعليم في الخليل، إضافة الى العديد من المؤسسات ومنها بلدية الخليل وحركة التحرير فتح وسط الخليل ومنظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر والشؤون المدنية ومديرية السياحة والاثار ووزارة العمل واتحاد المقاولين، حيث أقيمت الورشة بهدف اطلاع المؤسسات الرسمية والمحلية على الأوضاع المأساوية التي يعاني منها سكان المناطق المغلقة في البلدة القديمة بسبب تشديد الإجراءات العسكرية بعد 7 أكتوبر، حيث فرض نظام من الإجراءات التعسفية بحق سكان البلدة القديمة تم تسليط الضوء عليها خلال الورشة، حيث اعدت الوحدة القانونية دراسة إحصائية تفصيلية تشمل الاعتداءات الانتهاكات الإسرائيلية.

        حيث استهل مدير عام لجنة اعمار الخليل الأستاذ عماد حمدان الورشة وتحدث عن الوضع العام في البلدة القديمة واخر المستجدات السياسي فيها نتيجة فرض المزيد من الإجراءات القمعية على السكان وتضييق الخناق عليهم والتنكيل بهم اثناء مرورهم عبر المعابر المحددة سلفا في برنامج وضعه الاحتلال وفرضه على السكان في كافة المناطق المغلقة، ومداهمة البيوت والاعتداء على السكان من قبل جنود الاحتلال وكذلك مهاجمة البيوت بالحجارة والاعتداء على المواطنين من قبل المستوطنين.

كما وتحدث حمدان عن اثر الإجراءات العسكرية الإسرائيلية على القطاع التعليمي بسبب فرض نظام التجول وتضييق الخناق تم تعطيل الدراسة في المدارس الواقعة في المنطقة المعزولة، واثر هذه الإجراءات على القطاع الصحي حيث توقفت العيادات الصحية عن تقديم خدماتها للسكان مما انعكس سلبا على الوضع الصحي للمواطنين وخاصة في مجال الخدمات المقدمة للمرضى ذوو الامراض المزمنة وكبار السن والأطفال ورعاية الامومة والطفولة، كما أدت إجراءات الاحتلال على الحواجز من منع او إعاقة وصول سيارات الإسعاف لنقل المرضى الى المستشفيات وفرضت تدخل مسعف عسكري لفحص صدق الحالة المرضية التي تنوي العبور عن الحاجز او تستدعي سيارة الإسعاف، هذا عدا عن الاضطرابات النفسية للسكان صغارا وكبارا نتيجة التشديدات العسكرية.

كما وتحدث حمدان عن تراجع الوضع الاقتصادي والسياحي في البلدة القديمة واغلاق عدد كبير من المحلات التجارية محلاتهم بسبب عدم السماح لأصحاب المحلات من فتح محلاتهم، إضافة الى اغلاق المواقع السياحية والمرافق الخدماتية كالمحكمة الشرعية.

وخلال ورشة العمل تحدث حمدان عن تعطل مشاريع لجنة اعمار الخليل في الترميم وتوقف كافة الأنشطة والفعاليات التي كانت مقررة ان تقوم بها لجنة اعمار الخليل.

وأفاد حمدان ان تلك الإجراءات الاحتلالية التي فرضت بلا سبب على المنطقة المعزولة قسرا من البلدة القديمة أدت الى عدم قدرة العمال على الخروج لاماكن عملهم داخل مدينة الخليل إضافة الى تعطل كل من كان يعمل داخل مناطق الخط الأخضر مما أدى الى نشوء حالة من العوز والاحتياج لدى غالبية الاسر في البلدة القديمة وخاصة في متطلبات المعيشة الأساسية من مواد غذائية وحليب الأطفال ووقود، كما ان تشديد إجراءات الفصل والعزل خلق حالة من العزلة الاجتماعية لدى الاسر القاطنة في المنطقة.

وبقية المناطق من البلدة القديمة والتي لا تخضع لنظام منع التجوال والمتمثلة أساسا في السوق الشعبي الممتد من ساحة باب البلدية القديمة وصولا الى الحرم الابراهيمي الشريف ويرفده شارعا الشلالة الجديد والشلالة القديم بالزخم الحيوي، هذا القسم ولقربه من البؤر الاستيطانية كان قد فقد منذ سنوات حيويته ونشاطه الاقتصادي لاسباب تتعلق باجراءات الاحتلال وتعديات المستوطنين، ولكن بجهود كبيرة وعلى مدار سنوات طويلة من الجهد والعمل الدؤوب من قبل لجنة اعمار الخليل في مواجهة تلك التحديات نجحت في تطوير البنية التحتية للسوق وترميم المحلات التجارية وعملت على تعزيز صمود التجار فيها واقامت المهرجانات الاقتصادية والفعاليات الثقافية لاعادة الحياة للبلدة القديمة واسواقها.

وفي ظل الظروف المستجدة منذ السابع من أكتوبر فقد تأثرت أيضا المناطق التي لا تخضع مباشرة لمنع التجوال فتداعت اثار ذلك على السوق الشعبي فيها والأسواق التي ترفده، فأغلقت غالبية المحلات التجارية في هذا السوق أبوابها نتيجة عدم اقبال المواطنين على التسوق منه، وأيضا نتيجة لتوقف الحركة السياحية الداخلية والخارجية والسياحة الدينية وخاصة توقف قدوم اهالينا من الأراضي المحتلة عام 1948 لزيارة الحرم الابراهيمي وللتسوق من البلدة القديمة، ففقد السوق رونقه شيئا فشيئا وبدأت المحلات التجارية تغلق أبوابها وتقلص ساعات عملها تدريجيا حتى أضحت اليوم نسبة المحلات المغلقة تتراوح من 70-80% من مجمل المحلات التجارية والحرفية.

ولا يخفى على احد بأن ما يجري من فرض برامج من الإجراءات القمعية والصارمة وتضييق سبل العيش على السكان في البلدة القديمة انما يأتي لتكريس الفصل واقتطاع الحرم الابراهيمي والمناطق المحيطة به ودفع السكان لهجر بيوتهم انما يأتي في اطار تحقيق هدفهم الاستيطاني بالاستيلاء على البلدة القديمة وتهويدها بالكامل.

وقد شكر الأستاذ عبده ادريس على إقامة الورشة وأشار الى صعوبة الوضع الاقتصادي نتيجة الوضع الراهن في الخليل بشكل عام وفي البلدة القديمة بشكل خاص، وأشار أيضا الى التعاون المشترك ما بين غرفة تجارة وصناعة الهليل ولجنة اعمار الخليل ووزارة الخارجية ووزارة الصحة لتكثيف الجهود وقيام كل جهة بواجبها الوطني لدعم صمود البلدة القديمة.

كما وأشار الأستاذ نضال الجعبري الى انه يجل ان تتحمل كل مؤسسة مسؤولياتها تجاه البلدة القديمة، كما أشار الى الخطورة التي تواجه الحرم الابراهيمي الشريف وان هناك تشديدات كبيرة وتفتيش للمواطنين الوافدين على الحرم، ودعا جميع المؤسسات في مدينة الخليل من اجل وضع خطة حقيقية لمحاولة افشال مخططات الاحتلال في تهجير المواطنين ودعم صمود المواطنين في البلدة القديمة.

كما وتحدث سيمونا اوندي المنسقة الميدانية في مكتب أطباء بلا حدود ان هناك صعوبات في الوصول لجميع المناطق المغلقة في ظل الوضع الراهن، حيث تمكنوا من الوصول بعد تاريخ 14/11/2023 لمنطقة تل الرميدة وتقديم الخدمات الصحية بعد اغلاق العيادة الصحية في المنطقة وعدم تمكن وصول وزارة الصحة لتقديم الخدمات فيها.

كما وأشارت الدكتورة ديما شاور انه تم نقل العيادة من حارة جابر لمنطقة تل الرميدة بعد الاحداث الأخيرة لعدم تمكنهم من الوصول الى حارة جابر حيث تم التنسيق مع وزارة الصحة من اجل تامين الادوية المهمة للمرضى خاصة الذين يعانون من الامراض المزمنة وكبار السن الذين لا يتمكنوا من العبور خلال الحاجز خاصة انه لا يوجد صيدليات في المنطقة.

وأضافت الاخصائية النفسية في أطباء بلا حدود علا الجعبري بأنه يتم متابعة عدة حالات تعاني من الهلع والخوف والتبول اللارادي في المناطق المغلقة نتيجة الضغوطات والاحداث الأخيرة التي تسببت بالعنف الاسري الذي كان سببا مباشرا في الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مشيرة لصعوبة بعض الحالات.

كما وشكر الدكتور حجازي أبو ميزر لجنة اعمار الخليل التي نظمت هذه الورشة وحيى صمود أهالي البلدة القديمة في ظل الظروف الراهنة مشيرا الى ان عدد المرضى في كل المناطق المغلقة يزداد نتيجة الظروف والاحداث الأخيرة، كما وأفاد ان هناك صعوبة كبيرة في تقديم الخدمات الصحية في المنطقة بالإضافة لتعطيل سيارات الإسعاف وعدم تمكنها من الوصول من اجل نقل المرضى وخاصة المزمنة وحالات الولادة وذلك بسبب الاغلاقات التي فرضها الاحتلال مضيفا سيارات الإسعاف تمكنت من نقل أربعة حالات مرضية فقط من بداية الاحداث، كما وأشار الى انه لا يوجد صيدليات في البلدة القديمة مما يزيد من معاناة السكان في المنطقة.

من جهته أشار الأستاذ خالد النجار الى ان هناك الف طالب موزعين على خمسة مدارس في المناطق المغلقة وانها مغلقة بشكل كامل منذ بداية الاحداث الأخيرة ولم يتمكن الطلاب او المعلمين الوصول اليها، حيث تم اعتماد التعليم الالكتروني فيها حيث ان التعليم الوجاهي في هذه المناطق خطر جدا بسبب ان معظم الطلاب من فئة الأطفال، كما وأشار الى ان هناك اضرار نفسية فضلا عن الاضرار التعليمية لدى الطلاب في المنطقة.

كما واشار الأستاذ مفيد الشرباتي الى انه بالرغم من صعوبة الإجراءات التي يفرضها الاحتلال في المناطق المغلقة الا ان المواطنين الفلسطينيين مازالوا صامدين في المنطقة، كما وأشار الى انهم على استعداد تام للتعاون مع أي مؤسسة تعمل من اجل دعم وتعزيز صمود البلدة القديمة.

ومن جهتها اشارت الأستاذة عدوية البلتاجي الى الخدمات التي يقدمها وقدمها الصليب الأحمر خلال الاحداث الأخيرة، حيث انه نفذ عدة مشاريع في المناطق المغلقة استهدفت القطاع الاقتصادي والقطاع التعليمي من خلال مشاركة عدد من المواطنين في المناطق المغلقة في برامج دبلوم ضمن تخصصات مهنية متعددة بالإضافة لتنفيذ مشاريع صرف صحي في حارة جابر، كما وتم الإشارة الى ان العمل جاري لاستكمال مشروع الطاقة الشمسية في منطقة تل الرميدة.

وتحدث الأخ طارق البيطار احد سكان منطقة السهلة عن الوضع في منطقة السهلة في غاية الصعوبة والخطورة في ظل الاحداث خاصة ان الحركة الرئيسية في المنطقة تكون من خلال الوافدين على المحكمة الشرعية، وانه قد تم اغلاق جميع ما ذكر بعد الاحداث الأخيرة وانه يوصي بعقد اجتماع يشمل جميع المؤسسات في الخليل وممثلين عن سكان المناطق المغلقة من اجل معرفة الوضع وقيام كل مؤسسة بمسؤولياتها من اجل مساعدة المواطنين ودعم صمودهم.