تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

استباحة الحرم الإبراهيمي الشريف واجراءات مشددة على البلدة القديمة

      في استغلال لما يسمى الأعياد اليهودية؛ كثف المستوطنون اليهود من اعتداءاتهم وهجماتهم المسعورة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف وبحق المواطنين الفلسطينيين وبيوتهم وخاصة القريبة  من البؤر الاستيطانية المزروعة في قلب البلدة القديمة من مدينة الخليل أو تلك الواقعة على طول الطريق الرابط بين مستوطنة كريات أربع والحرم الإبراهيمي الشريف. 

    وتحت ذرائع وحجج الطقوس "التلمودية " يبدأ المستوطنون بحشد المئات منهم من مختلف المستوطنات ويسيرون في جولات استفزازية ومسيرات ضخمة تحت حراسة مكثفة من شرطة وجيش الاحتلال منطلقين من مستوطنة كريات أربع باتجاه الحرم الإبراهيمي الشريف حيث يتخلل تلك المسيرات رفع الأعلام الصهيونية والصخب عبر مكبرات الصوت والاعتداء على السكان الفلسطينيين ومهاجمة بيوتهم وممتلكاتهم.

 افاد مدير عام لجنة اعمار الخليل الاستاذ عماد حمدان ان  إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في وجه المصلين المسلمين وتمكين المستوطنين اليهود من اقتحامه بالكامل وإقامة الطقوس التلمودية وما يرافق ذلك من مظاهر اللهو وشرب الكحول؛ لهو مساس سافر بمشاعر المسلمين وتدنيس للمكان الإسلامي المقدس.

     واضاف حمدان مشيرا الى ان تمكين المستوطنين اليهود من اقتحام الحرم الإبراهيمي  وتكريس التقسيم الزماني والمكاني الذي جاءت به ما يسمى لجنة شمغار في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 التي ارتكبها المستوطن  "باروخ جولدشتاين" بحق المصلين المسلمين وراح ضحيتها 29 شهيداً ، حيث سعى المستوطنون بعد تلك المجزرة وعاماً بعد عام على تكثيف اقتحاماتهم للحرم الإبراهيمي والعمل على تحين الفرص وانتهازها واستغلال المناسبات الدينية واستحداث مناسبات اجتماعية لتوثيق ارتباطهم وصلتهم الزائفة بالحرم الإبراهيمي عبر طمس الآثار الإسلامية وإقامة مشاريع جديدة كبناء المصعد ورصف مسلك خاص به وبناء الكفتيريا ووحدة خدماتية ورفع الشمعدان التلمودي على سطحه ، وذلك لتهويد الحرم الإبراهيمي وصبغه بالصبغة اليهودية.

    كما أن الاحتفالات الصاخبة التي تتميز بها تلك المناسبات تشكل كابوساً مزعجاً للمواطنين الفلسطينيين الذين يسكنون في البلدة القديمة، حيث يتم بالعادة الاعتداء عليهم وعلى بيوتهم من قبل المستوطنين، والحد من حرية حركتهم  من قبل الجنود، عبر إغلاق العديد من البوابات العسكرية التي وضعها الاحتلال في حارات البلدة القديمة وفصلها بالكامل عن باقي حارات المدينة، منتهكاً بذلك أبسط الحقوق المدنية والإنسانية لهؤلاء المواطنين أصحاب الحق التاريخي في بيوتهم وعلى أرضهم  .

    ومن منطلق المساهمة في حماية الحرم الإبراهيمي والتأكيد على عروبته وإسلاميته وحماية البلدة القديمة ، تدعو لجنة إعمار الخليل إلى الاستمرار في التوافد إلى الحرم الإبراهيمي للصلاة والزيارة وإحياء المناسبات الدينية فيه، وإقامة المهرجانات الشعبية الاجتماعية والاقتصادية في داخل البلدة القديمة لما لذلك من نتائج إيجابية كبيرة تسهم في تنشيط حركة الزوار من وإلى الحرم الإبراهيمي وإنعاش الحركة الاقتصادية ، والمساهمة في تعزيز صمود أهلها وتوثيق عرى التواصل بينهم وبين باقي أجزاء المدينة.