أقدم أحد المستوطنين اليهود مساء أمس الأحد 24/9/2023 بواسطة سيارته على اقتحام محلاً تجارياً في منطقة تل الرميدة بمدينة الخليل مما أسفر عن تحطيم الباب الرئيسي للمحل وإصابة صاحبه الشاب حمدي يحيى ادعيس بجروح ورضوض وإحدى المواطنات أثناء تواجدها هناك .
وقد أصيب الشاب البالغ من العمر (20) عاماً وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (يعاني من الشلل النصفي) بإصابات بالغة في مختلف انحاء جسمه وخاصة الرأس ، وقد تم نقله إلى إحدى المستشفيات في مدينة القدس .
إن هذا الاعتداء هو اعتداءُ مبيت ومقصود ضد هذا المحل التجاري الفلسطيني لأن الاعتداء حصل عشية ما يعرف بعيد الغفران لدى اليهود ، وهو بالعادة يتم فيه مهاجمة البيوت الفلسطينية والمحلات التجارية من قبل المستوطنين القاطنين في البؤر الاستيطانية بالبلدة القديمة، وذلك لإجبار مواطني المنطقة على التزام بيوتهم وعدم الخروج منها والتجوال في المنطقة وعدم فتح محلاتهم التجارية، وهي خطوة تهدف إلى "أسرلة" المنطقة وإضفاء الصبغة اليهودية عليها .
وتفرض سلطات الاحتلال على منطقة تل الرميدة وأجزاء واسعة من البلدة القديمة من الخليل كشارع الشهداء والسهلة ومنطقة الحرم الإبراهيمي حصاراً دائماً عبر احاطتها بالحواجز العسكرية والبوابات التي تحد من دخول المواطنين وتمنع السيارات الفلسطينية من الوصول إليها ، كما أنها تفرض إغلاقاً لمئات المحالات التجارية التي يمنع على الفلسطينيين الوصول إليها منذ ما يزيد عن عشرين عاماً .
إن لجنة إعمار الخليل تشجب وتدين هذا الاعتداء على أحد السكان المسالمين والذي هو أيضاً من ذوي الإعاقة وتعتبر هذا الاعتداء مخالفة واضحة لحقوق الإنسان ولحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية وخاصة الإعلان الخاص بحقوق المعوقين الذي تبنته الأمم المتحدة في العام 1975، والذي يؤكد على حقوق المعوقين المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحق في الحماية من الاستغلال والتمييز .
لذا فإن لجنة إعمار الخليل تحمل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن أرواح المواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة من مدينة الخليل، كما وتناشد كافة الهيئات والمنظمات الإنسانية والقانونية الإقليمية والدولية التدخل العاجل لرفع الظلم والمعاناة وكبح جماح مثل هذه الاعتداءات ووقف ما يتعرض له المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في البلدة القديمة من مدينة الخليل .